• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

الوجود منطلقا و نهاية

عبد الله منصور

عضو مميز بالمنتدى العام
عضو قيم
إنضم
17 ديسمبر 2016
المشاركات
308
مستوى التفاعل
1.006

الوجود البشرى -دينيا- يمر بخمس مراحل ليس للإنسان فيها اختيار...
-الأولى:..مرحلة عالم الذّر...وهى مرحلة غيبية ..قبل الوجود الفعلى للحياة...حينما كان الانسان في البرمجة الالاهية مُقدّر له أن يُولد و يعيش بقية المراحل الأخرى
-الثانية...مرحلة الجنين وهى مرحلة تشكّل الانسان في البطن ثمّ النزول و الولادة
-الثالثة... وهى مرحلة الحياة التي يعيش فيها الانسان ضمن دائرتين ..دائرة يُسيطر عليها و يُبرز فيها قُدراته و مواهبه و تكون فيها منزلته في الحياة...دائرة ثانية تُسيطر عليه وهو ما يُسمّى بالقضاء و القدر...و الانسان ضمن هذا التصور يخوض تجربة الوجود...و معظم الكتابات الفلسفية الخالدة هي التي انكبت على مشاغل ذات صلة بقضايا شائكة كصراع الالهة ..و مواجهة الاقدار ..و فرض المصير...على أنّ هذه المرحلة هي المحددة لما يتبعها من مراحل..
-الرابعة...مرحلة الموت التي تنتهى بالبعث..
-الخامسة...مرحلة البعث و ما بعده من جزاء او عقاب...
هذا هو قدر الانسان في المنظومة الدينية السماوية...أمّا الاعتراض على هذا التّصور لا يُغيّر من الامر شيئا ...لأنّ الانسان محكوم بحتميات قدرية شاءها خالق الكون و الانسان و الحياة...و القبول بها ليس وجهة نظر...بل قناعة جازمة بأنّ الوجود من حيث هو اضطرار و ليس اختياريا...امّا في التّصوّر المادى فان الوجود البشرى يمر بثلاثة مراحل لا اكثر و لا اقلّ...1- مرحلة الحمل...2-مرحلة الولادة و ما بعدها...3-مرحلة الموت...فلا يوجد في هذه النظرية ما قبل الحمل و لا ما بعد الموت...بينما الكثير من الفلاسفة الاخلاقيين يفترضون وجود المرحلة الخامسة اعتبارا منهم لمفاهيم العدالة و الحق و الجزاء.....


عبد الله منصور, منذ لحظات تعديل تبليـغ
 
التعديل الأخير:
العبيد لا يختارون...اينما يوجههم سيدهم يذهبون و نحن كذالك مع لله في المقابل انعم لله علينا بنعمة الوجود او ايجاد و لم يقطع علينا طيلة هذه المراحل بمختلف انوع الارزاق و الامداد و كل واحد يسعى للنيل نعمة الهدى و رشاد يجاب...فلم اسمع و لن اسمع عن رجل طلب هداية و منعها لكن على شروط لله و ليس على شروطه...على هوى لله و ليس على هواه....لانه اولا و اخير نحن العبيد و هو السيد و العلاقة عمودية و ليست افقية.....من يجادل و ينفلت و يكابر و يدعي و يتمرد هو شخص يدور في حلقة مفرغة يستفيق بها عند الموت ..فيندم و يرعب في البرزخ و يعذب في الاخرة....نسال لله السلامة
 
إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ
يقول الطبري رحمه الله في تفسير هذه الاية.ان كل الخلائق كانوا احياء عند ربهم قبل الاف السنين ثم اماتهم سبحانه تم
يحييهم تارة اخرى
سبحان الله
 
thameur007السيد المحترم...شكرا جزيلا على مرورك ..و تحية خالصة لك ...و التمس منك بكل لطف قبول الرد على تعليقك المحترم...
سيدى... ان طرح المسالة قديم جديد. والناس يختلفون و سيزالون..و كما هو واضح من تدخلك.فانت اعلم الناس بالاختلاف العميق بين اتجاهين أساسيين...الاتجاه المادى لرؤية الوجود ..و الاتجاه الديني اما قضية العلاقة العمودية بين الالاه و العبد المخلوق فهى صورة في الذهن اكثر منها واقعا معيشا...فمن الناس من يرفضها معلنا عن حريته التي تابى عليه ذلك.. و يرفض حتى مجرد الايمان بالخالق لان ذلك يحد من حريته و لعل -وجودية سارتر- هي المثال الأمثل على بطلان هذه العلاقة العمودية فالانسان "سارتريا" هو سيد نفسه و مع ذلك فهو انسانى لان الحرية تتبعها المسؤولية..و التخلي عن العلاقة العمودية بين الخالق المزعوم و الانسان هو طريق التحرر و الصعود بالإنسان الجديد الى قمة الإرادة و الفعل المخصب..و حتى ضمن الدائرة الايمانية بوجود الخالق فالكثير من المؤمنين يرفضون الخضوع التام لتلكم العلاقة العمودية و المعصية ليست الا وجها من وجوه الحرية في اختيار بعض الأفعال... إضافة الى المجال المسموح للإنسان في التامل و التفكير و استنباط الحلول وهو مسكون بقدرة على التمييز و قدرة على الاختيار.و العبودية لا تعنى الاذلال و إهانة كرامة الانسان بقدر ما هي اختيار واع يرقى بالإنسان الى قمة الخرية فان اختيار المؤمن للايمان والرافض للرفض لم يكن البتة بفعل السيف المسلط على الرقاب...فالانسان حر و الذى خلقه أراده ان يكون حرا و العبودية الحقيقية هي السمو عن ضغوط "الهوى" و لذات الحرام و مغريات المتع بإرادة ذاتية واعية تبرهن عن الانسان الحر الذى هو سيد نفسه...فتبسيط المسالة بتلكم الصورة التي كتبتها سيدى المحترم يعطى الانطباع بتحاملك الخفى على من يقر بمنظومة الدين في تصوير حقيقة الوجود،الخاضع مكرها الى العلاقة العمودية عوض التمسك بالعلاقة الافقية... أما في ما عدا ذلك فالانسان موجود بإرادة غيره قطعا و من ابوين لم يخترهما و في زمان و مكان و في ظروف كلها من مشيئة غيره ..ثم هو منساق الى الموت حتما...فذاك هو القدر و العدل الالاهى له مقاييسه الصارمة في الحق وفضله المتزايد في الرفق و الرحمة بعباده ...هذا ..الى جانب ملاحظة سريعة فالله لا يحكم بالهوى انما هذا اسقاط صورة الانسان على الالاه...فهو "احد" ليس له مثيل ...و شكرا ...سيدى المحترم
 
سيدي عبد لله شكرا للردك الراقي ....نعم الناس يختلفون و سيزالون .....ولكن من يفصل في هذا خلاف من جهة نظرك....العقل البشري القاصر العاجز المعتمد على حواس محدودة أم خالق العقل البشري القدير و الخبير به ؟؟؟؟
الحرية شيئ ضروري للفرد و المجتمع وهي دون شك ليست مطلقة ولها حدود وهذا أول درس تعلمه ٱدم ....لا تأكل من هذه شجرة وكل مما شئت....فلم تسعه ما شئت ووقع في محضور أكل شجرة بعدما إستسلم للشهواته ....لليعلمه أن حرية مطلقة إنفلات و يجب أن تقيد للتكون حرا...و لكل حرية قيد ....مثال ذالك يوسف عليه السلام رفض الانصياع للإمرأة العزيز حين أرادت أن تستعبده و إختار السجن لليبقى حرا قال رب السجن احب الي مما يدعونني إليه...فهي بمعنى ٱخر رفع قيد بوضع قيد آخر....وإلا صارت إنفلات و ليست حرية
يجب أن نتفق أن حرية التي أتحدث عنها ليست الحرية بمفهوم الغربي التي تؤدي إلى الانحراف...ولكن الحرية هي التي تمكن الإنسان المسلم من الوصول إلي الهدف الذي يسعى اليه في الحياة...وهي أن يكون عبدا لله ، هي التي تحفظ كرامته و تصونها ....فمنتهى حرية في مطلق عبودية لله...تحرر من إنحراف عن هدفه ...تحرر من شهوته التي تنزل من قيمته كإنسان بعدما كرمه لله و إذا برزت شهوة غاب عقل و سارتر مشمول بهذه قاعدة كأي إنسان
الحرية بمفهوم الغربي قائم على احترام كرامة الإنسان الذاتية بعيد عن مبدئ التوحيد...فيصبح الإنسان محكوم برغباته وما يخطر بباله من أفكار وآراء بشكل مطلق وعليه لا بد من احترام كل عقيدة يؤمن بها الإنسان، ولو كانت تافهة و تهان نفس إذا عبدت بقرا أو خنافس...فالانسان ليس حرا في ان يصبح وضيعا حتى ولو لم يؤدّ ذلك الى الاضرار بحرية الآخرين...و هذا مبدئ في دين لله
الاسلام يضع الضوابط ضرورية للحفاظ على الحرية وضمان استقلال شخصية الإنسان و يحرم استغلال الحرية والتذرع بها لأجل الوصول إلى المآرب الفاسدة كما يرفض الحرية التي تعني حرية الفوضى وحرية الشتم والغيبة واتهام الآخرين وغير ذلك مما يسي‏ء إلى الأخلاق والقيم..الحياة فرضت علينا نعم الصحيح و هو معطى لا نملك الا التعامل معه مثله مثل الموت و كلاهما معطى قهري....لا أستطيع تعايش مع فكرة طرف ٱخر بحكم نظرتي للكون من خلال مبدأ التوحيد و لست مطالب بإقناع طرف ٱخر بما أرى وكل واحد يختار و مسؤول عن إختياره
 
التعديل الأخير:
أعلى