- إنضم
- 17 ديسمبر 2016
- المشاركات
- 308
- مستوى التفاعل
- 1.006
-الغنّوشى-بين الدولة الموازية و الطبيعة التي تأبى الفراغ
على إثر الزّيارات التي قام بها رئيس حركة النّهضة السيد راشد الغنوشى خارج حدود الوطن في نطاق نشاط سياسيى ضاغط(الإصلاح بين الفرقاء السياسيين في ليبيا)و(المشاركة في مؤتمر دايفوس)،فإنّ ردود الفعل كانت كالعادة سريعة و حادّة..يُمكن تلخيصها في ثلاثة مواقف:
1-موقف التّأييد
2-موقف الرّفض
موقف المحايد
أمّا الموقف الأول فقد قام به أنصار النّهضة أساسا، وبعض المحللين و النّقاد الذين يرون في ذلك قياما بالواجب الوطنى في ظروف أصبحت فيها تونس في حاجة الى كلّ أبنائها ليُسهموا و من مواقعهم في تحريك الواقع المحلّى و الإقليمى و العالمى في اتجاه مصلحة البلاد و الاسهام -على قدر الطّاقة-في تحسين الأوضاع داخلها...
أمّا الموقف الرافض فهو يأبي أن يرى الصّورة كما هي، بل يستعصى عليه ذلك..فالخلفية الإيديولوجية المتحكّمة فيه سدّت عله آفاق الحرّية و جرّدته من القدرة على التّعبير الصّادق، و النّزاهة في التقييم..فهو فاقد الإرادة على المراجعة و مُصر أن يرى الأمر من -مرآة مُقعّرة- تُشوّه الصّورة و تقلب مواطن الجمال فيها الى قبح هجين...و في هذا السّياق يفرض السيد -لطفى العمارى- الوجه المنعنع- و المُسمّر في قناة "الحوار التونسى" نفسه كبطل أسطورى يواجه الآلهة و يتحدّاها.و يأتي بما لم يستطعه الأوائل...إنّه التقطها بعبقريته الفذّة و أطلقها صريحة واضحة ..."إنّ ما أقدم عليه -الغنّوشى- يندرج ضمن الدّولة الموازية، و لا حقّ له في ذلك...و يجب التّصدّي لهكذا تجاوزات..و هاج الرجل و ماج و أرعد و أزبد...فمثله كمثل الصّخرة التي وقعت في فم النّهر فلا هي ارتوت و لا هي تركت الماء ينساب الى الزرع...
أمّا الموقف المُحايد و -إن كان نادرا-...و في الأغلب محكوما بحسابات احترازية...فقد ذهب الى تبرير نشاط الغنوشى و ورد ذلك على لسان برهان بسيس رمز الاعلام النوفمبرى المضلّل اذ قال..إنّ الطبيعة تأبى الفراغ...وعلى الأحزاب الأخرى أن تنزل الى الواقع و أن تدخل ساحة السّباق السياسى وتُنافس في مجال النّشاط الخارجي حتى لا يكون رئيس حزب النهضة الوحيد...المهم ..من كلّ ما سبق يصبح الغنوشي في نظر القنوات التلفزية الغارقة في السياسة مُتأرجحا بين تطاول على الدولة و القيام بدور خارج عن القانون يروم منه خدمة حزبه استعدادا للانتخابات البلدية القادمة، و بين لوم للأحزاب الأخرى التي تراخت عن سدّ فراغ الطبيعة، و تركت السّاحة حكرا -لغنوشى النهضة- يصول فيها و يجول...و مثل هذا الموقف الذى يتراءى بالحيادية، انما يريد اشعال حماس الآخرين حتى يكونوا سدّا منيعا ضدّ كلّ مبادرة تأتى من الجانب الآخر...خُلاصة القول..إنّ العقلية الاقصائية ما زالت مغروسة عند البعض ترفدها ثقافة تأبى الانفتاح على الآخر،و تعضدها قناعة أنّ انقاذ تونس لن يكون الّا بارجاع عقارب السّاعة الى الوراء، و فصل رؤوس الاتجاه الدّينى عن أجسادها، و الزجّ بالآخرين وراء قضبان الحديد و القائهم في غياهب السجون...هكذا يُجزى لطفى العمارى الجزاء الأوفى، ولا يُضطرّ برهان بسيس الى تحميل الطبيعة مسؤولية الفراغ...و تعود حليمة الى عادتها القديمة...
عبدالله منصور
على إثر الزّيارات التي قام بها رئيس حركة النّهضة السيد راشد الغنوشى خارج حدود الوطن في نطاق نشاط سياسيى ضاغط(الإصلاح بين الفرقاء السياسيين في ليبيا)و(المشاركة في مؤتمر دايفوس)،فإنّ ردود الفعل كانت كالعادة سريعة و حادّة..يُمكن تلخيصها في ثلاثة مواقف:
1-موقف التّأييد
2-موقف الرّفض
موقف المحايد
أمّا الموقف الأول فقد قام به أنصار النّهضة أساسا، وبعض المحللين و النّقاد الذين يرون في ذلك قياما بالواجب الوطنى في ظروف أصبحت فيها تونس في حاجة الى كلّ أبنائها ليُسهموا و من مواقعهم في تحريك الواقع المحلّى و الإقليمى و العالمى في اتجاه مصلحة البلاد و الاسهام -على قدر الطّاقة-في تحسين الأوضاع داخلها...
أمّا الموقف الرافض فهو يأبي أن يرى الصّورة كما هي، بل يستعصى عليه ذلك..فالخلفية الإيديولوجية المتحكّمة فيه سدّت عله آفاق الحرّية و جرّدته من القدرة على التّعبير الصّادق، و النّزاهة في التقييم..فهو فاقد الإرادة على المراجعة و مُصر أن يرى الأمر من -مرآة مُقعّرة- تُشوّه الصّورة و تقلب مواطن الجمال فيها الى قبح هجين...و في هذا السّياق يفرض السيد -لطفى العمارى- الوجه المنعنع- و المُسمّر في قناة "الحوار التونسى" نفسه كبطل أسطورى يواجه الآلهة و يتحدّاها.و يأتي بما لم يستطعه الأوائل...إنّه التقطها بعبقريته الفذّة و أطلقها صريحة واضحة ..."إنّ ما أقدم عليه -الغنّوشى- يندرج ضمن الدّولة الموازية، و لا حقّ له في ذلك...و يجب التّصدّي لهكذا تجاوزات..و هاج الرجل و ماج و أرعد و أزبد...فمثله كمثل الصّخرة التي وقعت في فم النّهر فلا هي ارتوت و لا هي تركت الماء ينساب الى الزرع...
أمّا الموقف المُحايد و -إن كان نادرا-...و في الأغلب محكوما بحسابات احترازية...فقد ذهب الى تبرير نشاط الغنوشى و ورد ذلك على لسان برهان بسيس رمز الاعلام النوفمبرى المضلّل اذ قال..إنّ الطبيعة تأبى الفراغ...وعلى الأحزاب الأخرى أن تنزل الى الواقع و أن تدخل ساحة السّباق السياسى وتُنافس في مجال النّشاط الخارجي حتى لا يكون رئيس حزب النهضة الوحيد...المهم ..من كلّ ما سبق يصبح الغنوشي في نظر القنوات التلفزية الغارقة في السياسة مُتأرجحا بين تطاول على الدولة و القيام بدور خارج عن القانون يروم منه خدمة حزبه استعدادا للانتخابات البلدية القادمة، و بين لوم للأحزاب الأخرى التي تراخت عن سدّ فراغ الطبيعة، و تركت السّاحة حكرا -لغنوشى النهضة- يصول فيها و يجول...و مثل هذا الموقف الذى يتراءى بالحيادية، انما يريد اشعال حماس الآخرين حتى يكونوا سدّا منيعا ضدّ كلّ مبادرة تأتى من الجانب الآخر...خُلاصة القول..إنّ العقلية الاقصائية ما زالت مغروسة عند البعض ترفدها ثقافة تأبى الانفتاح على الآخر،و تعضدها قناعة أنّ انقاذ تونس لن يكون الّا بارجاع عقارب السّاعة الى الوراء، و فصل رؤوس الاتجاه الدّينى عن أجسادها، و الزجّ بالآخرين وراء قضبان الحديد و القائهم في غياهب السجون...هكذا يُجزى لطفى العمارى الجزاء الأوفى، ولا يُضطرّ برهان بسيس الى تحميل الطبيعة مسؤولية الفراغ...و تعود حليمة الى عادتها القديمة...
عبدالله منصور