تغيير ليس بعده تغيبر

Batman V Superman

نجم المنتدى
إنضم
18 فيفري 2020
المشاركات
3.939
مستوى التفاعل
11.536
منذ بضعة أشهر ونيف أو ربما منذ سنة لا أتذكر، كنا نتسامر أنا وصديق لي في احدى المقاهي نحمل هموم الدراسة وترهق مجلسنا طوابير من الصفحات التي خطت متراصفة متجاورة وكأنها جعلت للتشويش على الأذهان لا للتعليم وتطوير العقول،مجلس تقاطعه أحيانا بعض الأفكار والحوارات التي تخرج عن نطاق المراجعة، ليتحول الدرس إلى نقاشات بيزنطية تمتص شيئا من ازعاج الدراسة وتغمره بعبق من الفرحة والسعادة تعرف أحيانا نفيرا من الضحكات التي تبلغ عنان السماء، فتملأ قلوب من جاور مجلسنا حقدا أو غيرة، لست بمطلع على أفئدة الناس ولكن قد تستشف ذلك من مجرد نظرة عين قد تسكتك برهة وكأنها سيف يستل على الأعناق.
لا علينا فليس هذا الغرض من الموضوع، كانت مواضيعنا مختلفة اختلاف موضع الشمس التي تقرضنا ذات اليمين حتى يبلغ مداها رؤوسنا، ولا زلنا رغم ذلك نعكف على الدراسة وإن غالبتها الأحاديث الجانبية أو لنقل الهامشية.
لازلت أذكر تفاصيل ذلك اليوم إذ لازال يعصف بفكري إلى حدود هذه الساعة، فقد غير الكثير مني، بل لا ريب أنه غير كل شيء. واقتلع أخر موضع من مكامن شخصية كنت أعشقها في الماضي، وها أنا اليوم غيرها وكأن الجسد صار بلا روح، وباتت تحركه الفطرة وتتحكم به، وأنا أشاهد ما يجري من على ربوة أو من على جبل وعلى أطرافي أغلال لا أقدر على نزعها.
أخرج هذا الصديق من جيبه هاتفا ثمينا عاجي اللون كبير الحجم تعلوه بعض الأوساخ ومن على أجنابه علامات تهرئة ربما قد تعود إلى فرط الاستعمال، ولا عجب أنني أذكر هذه التفاصيل لأنه يوم مشهود قد أثر في كل التأثير.
أخرج هاتفه ونطق بلهجة غليظة يلتمس منها السامع التحدي، وتسائل وهو قائم على مدى رجولتي.
كانت الإجابة معروفة ولم تأخذ منى سوى أجزاء من الثانية حتى ألقيت بما لدي، بعد أن ادعيت أمامه بأنني أملك قوة لم أكن أمتلكها فعلا، تبسم بعد ذلك ابتسامة في أولها استهزاء وفي أخرها خبث، واستلم بيمناه الهاتف ثم دعاني للمشاهدة.
لست متأكدا الى حد الساعة أن ما شاهدته حقيقة مع أنه من الجلي لأي عاقل أن يعرف أن تلك المشاهد حدثت بالفعل. كان المشهد عبارة عن بضعة رجال مصطفين في مرج شديد الخضرة تعلوها أشجار هي كالنخيل وما هي بنخيل، للوهلة الأولى وبسبب الغطاء النباتي عرفت أن المكان يعود إلى بعض المناطق شرق وجنوب أسيا، لحد تلك اللحظات لم أتبين حقيقة ما يجري كان الأمر عاديا فكرت عندها أنها أحد الفيديوهات الساخرة أو لعلها شيء أخر لا أدري لم أتوجس شرا وقتها، حتى تبين الأمر كانوا جماعة من الرجال تحمل السيوف وكان بينهم رجل دامي لا يكاد يعقل من شدة ما سالت الدماء على وجهه، كانت ملامحمهم أسياوية أو لنقل بورمية مينمارية، قضي الأمر كانت واحدة من المجازر التي قام بها جيش مينمار، لن أكمل ما حدث لأنه بالرغم من مرور كل هذا الوقت لا زال التفكير لا يغادرني، لا أكاد أفكر في شيء حتى تأتني تلك الصور بغتة، تغتال أفكاري دون ارادتي تشوش على كل شيء، وتفيض بعدها الأسئلة وتنهمر كسيل من الأمطار، يجرف في طريقه كل ثابت، ويزعزع كل المسلمات. هل يستطيع انسان ان يفعل هذا؟ هل يمكن لبشر أن يقوم بهذا؟ كان القتل في نظري عبارة عن اعدام ينفذ أو قتال ينشب فيموت المقتول بشرف ولو كان مغدورا. لم اتصور يوما أن النفس البشرية هينة إلى هذه الدرجة، أين العدل الالاهي، لماذا عانى ذلك الرجل كل ما عاناه، ماذا كان شعوره، سؤال يولد حتى يحمل سؤال أخر، لم تجهضه مضي الزمن ولم يمنعه النسيان.
كان التغيير شديدا وكان التأثير عميقا؛ قد يبدو الأمر هينا بل قد يبدوا مضحكا للبعض ولكنها مشاهد فارقة تنزلت علي وما تركتني إلا منهكا وما غادرتني الا مشتتا.
 
لقد أخطأ صديقك بِأن أراكَ ذلك الفيديو المُروّع ،، لكنّك يجب أن تكونَ صُلبًا و أن "تَتَناسى ما رأيتَ " و إعلم أنَّ أحداثًا أشدّ ترويعًا حدثت في عدة أماكن أخرى و في دول عربية أيضًا ،،،

لا أظنُّ أنَّ مُرتكبي ذلك الإعتداء هم من جيش ميانمار ، لأن جنوده لا يستعملون سيوفًا ، بل على الأرجح من قام بذلك هم مُتمرّدون في إقليم كاشين أو إقليم راخين ،،،
 
التعديل الأخير:
هذه الايام تحيي روندا ذكرى مجازر حدثت في التسعينات نتيجة أعمال عنف بين مجموعتين عرقيتين الهوتو و التوتسي ذهب ضحيتها حوالي مليون انسان أمام سكوت دولي و بالاخص فرنسي و هي تعتبر واحدة من أبشع مجازر الابادة في العصر الحديث ..
انه الجانب المظلم للطبيعة البشرية و ليس بالأمر الجديد لأنه قد حدث مثلها الكثير على مر العصور
 
عندي طريقة لتخفيف هول ما شاهدت ،،،

* حاول أن تستنبط الأسباب ، مثلًا ، هل ذلك الرجل مُعتدي على فتاة أو قاتل ؟ و ما حدث له هو إنتقام من أقارب الضحيّة ،،،

* أو قد يكون ذلك الرجل مُنتميًا للمتمردين في إقليم كاشين المسيحي ، و خان رفاقه و قام بالتعاون مع جيش ميانمار و زوّدهم معلومات عن مواقع المتمردين ( مثل هذه الحالة تكررت كثيرًا ، و أُحيطك عِلمًا أن متمردي كاشين يرتدون بِزّات عسكرية أيضًا )

* و هناك إحتمال آخر أن يكون ما رأيت هو تصفية حسابات بين عصابات ،،،

إذا عُرفَ السّبب ، بَطُلَ العجب ،،
 
التعديل الأخير:
عندي طريقة لتخفيف هول ما شاهدت ،،،

* حاول أن تستنبط الأسباب ، مثلًا ، هل ذلك الرجل مُعتدي على فتاة أو قاتل ؟ و ما حدث له هو إنتقام من أقارب الضحيّة ،،،

* أو قد يكون ذلك الرجل مُنتميًا للمتمردين في إقليم كاشين المسيحي ، و خان رفاقه و قام بالتعاون مع جيش ميانمار و زوّدهم معلومات عن مواقع المتمردين ( مثل هذه الحالة تكررت كثيرًا ، و أُحيطك عِلمًا أن متمردي كاشين يرتدون بِزّات عسكرية أيضًا )

* و هناك إحتمال آخر أن يكون ما رأيت هو تصفية حسابات بين عصابات ،،،

إذا عُرفَ السّبب ، بَطُلَ العجب ،،
وهل هذا يبرر طريقة القتل، هل هذا مبرر لإزهاق روح بشرية بتلك الطريقة، لا سبب على الوجود يبرر ما حصل.
 
اعجبتني طريقة كتابتك و نقلك للمعاناة التي شاهدتها..
لا ادري ان كانت القصة حقيقية حدثت معك او هي افكار تبلورت لديك حول قسوة الانسان تجاه اخيه الانسان..
لو تصف اكثر تأثيرها عليك..هل هو في اعتقاداتك و تصوراتك حول اشياء معينة؟ ام هل سببت لك اعراض اخرى مثل قلة النوم او نوبات هلع او ؟
 
لقد أخطأ صديقك بِأن أراكَ ذلك الفيديو المُروّع ،، لكنّك يجب أن تكونَ صُلبًا و أن "تَتَناسى ما رأيتَ " و إعلم أنَّ أحداثًا أشدّ ترويعًا حدثت في عدة أماكن أخرى و في دول عربية أيضًا ،،،

لا أظنُّ أنَّ مُرتكبي ذلك الإعتداء هم من جيش ميانمار ، لأن جنوده لا يستعملون سيوفًا ، بل على الأرجح من قام بذلك هم مُتمرّدون في إقليم كاشين أو إقليم راخين ،،،

باش نحكي برباية... مش معقول الي تحكي فيه يا دالي
جيش مينيمار جيش عنصري و قمعي و عذب وقتل المسلمين و شردهم
لعنة الله علي ما يحشمش
 
باش نحكي برباية... مش معقول الي تحكي فيه يا دالي
جيش مينيمار جيش عنصري و قمعي و عذب وقتل المسلمين و شردهم
لعنة الله علي ما يحشمش


بكل تأكيد ، جيش ميانيمار هو جيش قمعي و عنصري و لا خِلاف على ذلك ،،،

قصدي من تعليقي السابق هو توضيح الحرب في منطقة كاشين الإنفصالية المسيحية ،،،



 
صراحة ما لفت انتباهي هو طريقة كتابتك و وصفك و نقلك لما جرى ...اكثر من رائع ...
و تعليقا على الموضوع ...أضم صوتي الى الأخ temujin و أنصحك بان تحاول ان تستنبط سببا لما حدث ...فكما قال ..ان عُرف السبب ..بطُل العجب
 
أنا أتفهّم مشاعر صاحب الموضوع ، فقد حدث لي أمر مُماثل قبل 3 سنوات ،،

كنتُ أُبحر على النت ، فَوجدت حالة إجتماعية نادرة زلزلت كياني لِعدّة أشهر و سبّبت لي وساوس ،، لكن بعد ذلك عُدتُ لِطبيعتي تدريجيًّا ،،،

الوقت كَفيل بحل المشكلة ،
 
أعلى